الأربعاء، أغسطس ١٦، ٢٠٠٦

في العدل والمساواة ، لماذا يتباكى غُلاة القبلية حِيَال دُعَاة القومِية

في العدل والمساواة
لماذا يتباكى غُلاة القبلية حِيَال دُعَاة القومِية
أما آن الخروج من دائرة طينة الطينة وجيرة الجرجيرة
• بدأت في هذه الأيام ، والفائتة ، ولربما التي تليها ، كثيراً من الإشاعات المُغرضَّة والأكاذيب المُفتعلة والأراويج المُبطَّنة بدأت تُساق وتُروَّج بُغية القدح في قيادات وقواعد حركة العدل والمساواة السودانية الذين أبت أنفسهم في أن يظلوا مطية لتحقيق مآرب قبلية أو أن يكونوا مِعبر لبلوغ مرامٍ شخصية مِمَّن إستأثروا بالمواقع المفتاحية داخل الحركة وإحتكروا مالها وعلاقاتها الخارجية وهمشوا أغلبية أعضاء الحركة !! .• ومِمَّا ليست فيه هُوادة أو شائبة وليس بخافٍ على أحد ، أن إنكفاء رئيس الحركة حول قبيلته " الزغاواة " وإنغلاقه في عشيرته " الكُوبي " وتقوقعه في أسرتيه " آل نور وعبدالرحمن " وتفرده بإتخاذ القرار وإرتمائه في أحضان مشروع القبيلة وحمية العرق والعنصرية ، تلك جميعها ، أفقدت الحركة كثيراً من قاداتها وقواعدها في دارفور ناهيك عن أقاليم السودان الأخرى ، وهذا أفضى بدوره إلى تبلور موقف موحد لدى الأغلبية المُهَمَّشَة داخل الحركة لتنبثق من ذلك " المذكرة التصحيحية للخروج بحركة العدل والمساواة السودانية من ضيق القبلية إلى سِعة القومية " وصدحت هذه القيادات برأيها مُجاهرةَ ومُعلنةَ الرفض القاطع لقبلنة الحركة وإختزال نضالها في قبيلة ، وبتلك الخطوة وصياغة المذكرة إلتفت قواعد الحركة خارج وداخل السودان حول المذكرة ومحتوياتها والمطالب التي طالما ظلَّت تنادي بها من تحقيقٍ لقيم العدل والمساواة داخل أروقة ومؤسسات الحركة .• وأيضاَ ، مِمَّا هو ليس بخافٍ ، أن حركة العدل والمساواة السودانية عاشت مراحلٌ عُدة من التوهان التنظيمي وأطوارٌ من الترهُل الإداري وغياب المؤسسات والأجهزة المختصة وإفتقدت الحركة للفعالية والنشاط والحيوية ، وفي خضم ذلك إنتفت دستوراً وقانوناً مشروعية بقاء أجهزة الحركة التي بدورها لم تستطيع أن تُقيم أيُّما إجتماع منذ تاريخ تكليفها دعك عن إصدار قرارات أو إنزال موجهات ، فالجهازين التشريعي والتنفيذي لم يضطلعا بأدوارهما المناطة بهما ولو كان القدر اليسير من ذلك ، وفي متن هذا تُعتبر أية مُبادرة لإنعقاد مؤتمر عام للحركة هي فرض عين يُمليها الواجب الثوري لقواعد وقيادات الحركة .• فمهما يكن من امرٍ ، فإن إنعقاد المؤتمر العام لحركة العدل والمساواة السودانيةبأعجل ما تيسَّر هو ضرورة تتطلبها المرحلة وتقتضيها الظروف وتُقرها المصلحة العُليا وتُبَرٍرُها النُظم الدستورية والقانونية بالحركة وتدعمها كافة قطاعات وشرائح وقواعد الحركة ، إذن ، لا يوجد مُبَرِرٌ واحدٌ لرفض إنعقاد المؤتمر كما يُرِيْدُ غُلاة القبلية ! اللهم إلا إن كان الرفض مخافةً من تفكيك بنية الوعي والممارسة القبلية لصالح الوطنية والقومية داخل مؤسسات الحركة !! .• وما بكاء غلاة القبلية حيال دعوة دُعاة القومية بإنعقاد مؤتمر عام للحركة ، إلا ومحاولة من الغُلاة القبائليين للحيلولة دون إنقطاع سلبهم لحقوق الآخرين وتكسير إحتكارهم لصُنع القرار في الحركة وتفتيت إستئثارهم بقيادة الحركة والتحكُّم في نفوذها ، ورفض إلتئام وإنعقاد المؤتمر من غُلاة القبلية لا يسنده منطق ولا يدعمه واقع ولا يمت لوازع ولا يرتكز لبرهان ولا تقره الظروف ولا تريده قواعد الحركة ولا تقتضيه المصلحة العليا ، إلا أنّ الرفض يتأتى في سياق منطلق " الغاية تبرر الوسيلة " لمحافظة الغلاة على قبلنة الحركة وإنفضاض قواعدهاوإفقارها للتنوع والتعدد وبوصلة القومية وتحقيق مآرب فخذ القبيلة الذي ينتمون إليه !! .• فالحركة ظلّت تتأرجح قيادتها وإدارتها بين طينة ( الطينة ) وجيرة ( جرجيرة ) ، وللعلم ، فالطينة وجرجيرة هما قريتان نائيتان ، قاحلتان ، بائستان ، يائستان ، طاردتان ، في أقاصي غرب وشمال دارفور ، وهاتان القريتان هما اللتان أنجبتا " خليل وإخوته " وأب قرجة وحاشيته " وجميعهم من فخذ الكوبي الذي ينتمي لقبيلة الزغاوة ، فـ : طينة تعني سوءة وجيرة تعني سيئة ، وجميع أبنائهم كذلك !! . يريدون أن يحققوا لقبلتهم وفخذ بيتهم ألا أن يبقى أغلب أعضاء الحركة محسنات جمالية وديكورات صورية وكومبارس وبالأحرى تمومة جرتق ، يا له من طموح غير مشروع ويا له من عزاء • إلا أنّ زمن إستغفال الجماهير وإستغلالهم قد مضى وتنامى الوعى وإزدادت بنيته المعرفية بعد سقوط الأقنعة التي كانت تغطى بها الوجوه فإنكشفت على طبيعتها وإنجلت زيف الشعارات وتناقضاتها للواقع ، وأصبحت الجماهير الآن أكثر وعياً من ذي قبل تجاه نيلهم للحقوق وأدائهم للواجبات وبالطبع قواعد حركة العدل والمساواة من تلك الجماهير التي سادها الوعي وما عادت تنخدع بالترميزات التضليلية .• ومهما يكن من شيءٍ ، فإن الإشاعات التي تُطلق ضد إنعقاد المؤتمر من حينٍ لآخر من ذوي التربُّص بالغير ، ما هي إلا مواصلة لمحاولات الإغتيال السياسي والمعنوي والإستهداف الإنتقائي ، تلك المحاولات التي ما فتئت تبدو كونها " زوبعة في فنجان " وفرفرة مذابيح ، وهي محاولاتٍ باءت بالفشل جميعها وتوصم بالبؤُس واليُؤُس وليس بوسعها أو بمقدورها أن تُغيِّر قيد أنمله أو شيئاً مِمًّا أجمعت حوله قواعد الحركة ، ولن تخصم أو تقصم هذه الإشاعات والكتابات والأباطيل والأراجيف من القائمين على أمر المؤتمر الذي عُرِفُوا بصدقِ التوجُّه وعفة اليد واللسان وقوة الإرادة والعزيمة والشكامة والجلادة والحسم والحزم وصرامة الموقف وسبق النضال وصبغ الثورة " الطريق الي لن يتغيَّر مهما أرجف المرجفون ولو كره القبليين " ، فالإشاعات التي تُشاع هي نسخٍ على نسق أدوات نظام ( المؤتمر الوطني ) وحكومته التي إعتادت ودأبت على ممارسة مثل هذه الأراويج ضد أضدادها والذين تصنفهم في خانة الأعداء ، فالأجدى أن يتعظ أولئك القبليين وينبروا للمجادلة بالمنطق والعقلانية والموضوعية بدلاً عن السير على طريق المؤتمر الوطني الذي كانوا في يومٍ من الأيام جزءً منه ، وطالما ذلك كذلك فلا تثريب على صبيتهم عملاء الحكومة وجهاز أمنها الذين يروجون للأكاذيب بدلاً عن كبارهم الذين لا يملكون شجاعة المواجهة .• أما الطامَّة الكبرى ، بل ما يستميت ضحكاً ، هو الزعم الباطل وربط إنعقاد ( المؤتمر العام ) بالتوقيع على ( إتفاقية سلام دارفور ) ، فهذا الزعم هو حيلة من لا حيلة له !! وهو مخطط مكشوف وخطة غير محكمة ولم يكتب لها النجاح بعد إكتشافها وإنفضاح أمرها ، فهي خطة رُسِمَت للتشكيك في المؤتمر وإخافة قواعد الحركة من دعمه والإصطفاف خلفه والإلتفاق حوله ، إلا أنّ يقظة وفطنة قواعد الحركة حالت دوت تحقيق ذاك المُنى الذي يحلم به أولئك القبائليين ، فالربط بين المؤتمر والإتفاق هو فرية تدحضها الوقائع والحقائق الماثلة ، فالمؤتمر تعده وتدعو له اللجنة التحضيرية ، وليس لتلك اللجنة حق أن تُقَرّر التوقيع على الإتفاق من عدمه !! لأنّ ذلك ببساطة لا يفتي فيه أيٌ من أجهزة الحركة إلا مؤتمرها العام الذي أقرَّ من قبل الحرب فبيده هو فقط أن يُقِر السلام الآن ، فأعضاء المؤتمر ( المؤتمرون ) هم الذين يرسمون خطى الحركة وخط سيرها وليس اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي ينتهي دورها عقب إفتتاح المؤتمر وإنتخاب رئيس المؤتمر من بين الحضور بشورى على نطاقٍ واسع بين الحضور وفي جو تسوده الديمقراطية والشفافية والجرح والتعديل وهكذا دواليك المؤتمرات ، فهذا الربط الباطل كما زعمت يوضِّح بيات النية وفساد الطوية لغلاة القبيلة والقبائلية والعشائرية ، فيا له من سيناريو فاشل وقصة لم تكتب فصولها بتمعُّن وتبصُّر !! .• أما إشانة السمعة وإتهام ( المؤتمر العام ) المُزمع عقده في غضون الأيام القادمة بإيواء من ( أجهزة أمن الحكومة ) ، فهي إمتداد للإشاعات المغرضَّة التي تستهدف قيادات وقواعد الحركة الرافضين للقبلية والداعين للقومية ، فللحقيقة وجهٌ واحد لا سواه ولا ثاني له ، هو أن الثائرون جميعهم وعلى مرًّ التاريخ والثورات يخطون خطاهم على طريق شائك مملؤٌ بالأشواك ومحفوفٌ بالمخاطر ، إلا أنّهم يظلون قابضين على جذوة الثورة متّقدة وجذوة القضايا التي ثاروا من أجلها ملتهبة ، وإيزاء ذلك لم ولن يألو الثوَّار جهداً أو يدّخروا وسعاً لريثما ينجلى ظلام الظلم ويتحقق لشعبهم الحلم المرجو والهدف المنشود ، فهاهم الآن يتعرضون للإساءات إلا أنّهم لن يلتفتوا لسافل القول وساقط الحديث وينصب جام جهدهم في إرساء قواعد الطريق لتحقيق قيم ومعاني ومضامين :• العدل بدل الظلم ، والقومية بدل الجهوية ، والوطنية بدل القبلية، والحرية بدل الكبت ، والديمقراطية بدل الشمولية ، والإنفتاح بدل الإنغلاق ، والسعة بدل الضيق ، والتكامل بدل التفاضل ، والتوحد بدل التشظي ، والمساواة بدل التمييز ، والإخاء بدل التفرقة ، والتنوع بدل التباين ، والسواء بدل الإستعلاء ، والإثراء بدل الإستمراء ، والطواعية بدل القسرية ، والإستقلاق بدل الإستغلال ، والرخاء بدل الغلاء • وها هي الآن كافة قواعد وقيادات الحركة من سياسيين بالخارج والداخل وعسكريين ميدانيين في كلا الجبهات والفعاليات الشبابية والطلابية والنسوية واللاجئين بالخارج والنازحين بالداخل عبر جمعياتهم وروابطهم يَلْتَفُّون حول المؤتمر وقيامه وإنعقاده وإلتئامه ، وبذلك يصبح أيُّما حديث من غلاة القبلية عن رفض المؤتمر هو بالضرورة ومن الضرورة بمكان يعتبر خيانة عظمى للحركة وشقاً لعصا الجماعة وإنحياذاً لفخذ القبيلة ورفضاً لإصلاح مسار الحركة وتصحيح خطاها ورسم ملامح مستقبلها وضد صياغة أجهزة الحركة وهيكلتها لتضطلع بدورها على اتم وجه وفي أكمل صورة وهذا ما هو يقدم نظام الجبهة الإسلامية في الخرطوم !

ليست هناك تعليقات: