الاثنين، فبراير ١٣، ٢٠٠٦

قراءة في ثنايا مؤتمر الفاشر الذي إنعقد في أيام 19و20و21ديسمبر الماضي

قراءة في ثنايا مؤتمر الفاشر المنعقد في أيام 19و20و21ديسمبر2005م

تلتئم في الأيام القليلة القادمة - بالفاشر - قمة تضُم في طياتها مجموعة من أبناء دارفورالمنتسبين للمؤتمر الوطني تنظيماً وآخرون سلوكاً بالإضافة إلى بعض الأفراد من القوى السياسية الآخرى ، بغية عقد مؤتمر جامع لهم للبحث والبت في كيفية حل أزمة دارفور كما يزعمون ، فكونت لجنة عليا للإعداد والتحضير للمؤتمر المعني برئاسة عثمان محمد يوسف كبر والي شمال دارفور وإنبثقت منها لجان أخرى للخدمات والإعلام والإستقبال ما يهمنا في هذا الإستعراض هو دراسة ما جدوى إلتئام هذا المؤتمر في ظل هذا المخاض العسير والمنعطف الخطير الذي يمر به إقليم دارفور من سفره التاريخي؟ ومحاولة البحث عماسيتمخض من نتائج في هذا المؤتمر ومدى إسهامها سلباً كان أم إيجاباً تجاه قضية دارفور؟ كما سأحاول أن أسهم برأي في هذا المؤتمر الذي وجد من الرواج الإعلامي والدعاية في وسائل الإعلام المحلية المقروءة والمرئية والمسموعة ما يجعله مكان إنتباه ومثار تأني بقراءة دقيقة وفحص عميق عن فحواه ومكان دراسة بحصافة .المتابع لمسرح الأحداث الدارفورية يجد أن هنالك ثمة مؤتمرات قبيل هذا عقدت وتمخضت منها نتائج مهولة وتوصيات ومقررات لم تجد حظها من التنفيذ - أغلب تلك المؤتمرات اعدها ونظمها ( المؤتمر الوطني ) ومنسوبيه والموالين له - تلك المؤتمرات أشبه بهذا المؤتمر من حيث الفكرة والإعداد والتوقيت والهدف منها ، ولعل الاحادية التي ظلت تلازم تلك المؤتمرات لم يطرأ عليها شيء جديد أو مستحدث في هذه المرة سوى محاولة التستتر عليها بترميز تضليلي ((تمامة جرتق )) حتى يتدثر المؤتمر بثوب القومية والجموعية ( الإجماع ) لكيما تغيب الإنتقادات التي تصوب تجاه المؤتمر والنقد البناء الذي ينبذ الآحادية الجانبية الإقصائية التي ظل ينتهجها النظام في كل مؤتمراته .ولعل في هذه المرة يعتبر المؤتمر مكان جدل واسع وسط شرائح المثقفين من أبناء دارفور - منهم من عارض قيامه ، ومنهم من وافق على قيامه ، وآخرون تحفظوا عن الإدلاء بأرائهم ، في ظل هذه التناقضات في المواقف لكل منهم ما يبرر له موقفه ، ولعل الموقف الصائب والأرجح برأي هو عدم قيام هذا المؤتمر لإعتبارات زمانه ومكانه وآحاديته وغياب كثيرين من المعنيين والمهتمين بالقضية عن هذا المؤتمر ، وغياب الهدف الإستراتيجي البيين والواضح من قيامه فالقارئ الجيد لثنايا المؤتمر المزمع عقده يتضح له بجلاء حجم الإسهام السالب تجاه قضية دارفور ككل ومفاوضات أبوجا بصفة خاصة - ويكون هذا الإسهام على الأقل في أنه لايدفع بعجلة التفاوض بل وانه يشجع النظام ( المؤتمر الوطني )على الهروب من دفع إستحقاقات القضية التي بدورها تفضي إلى سلام ومن ثم إلى تحقيق آمال وأشواق شعب دارفور .فالمؤتمر الوطني يريد أن يخلق من هذا المؤتمر بؤرة خلاف جديدة بين ابناء دارفور بغية شرخ القضية - هذه البؤرة الجديدة تتبلور من خلال المؤتمر ويتأتى هذا التبلور من الرواج بأن الثورة ( حركة العدل والمساواة - حركة تحرير السودان ) لا يمثلون شعب دارفور بل يمثلون أنفسهم فقط وأن المؤتمرون هم أهل الحل والعقد في دارفور ويجب أن تتأتى رؤى الحل للأزمة من هؤلاء ، وهذا محض غفتراء لأن أهل دارفور بمختلف مكوناتهم الإجتماعية والثقافية والسياسية حينما شاركوا في ملتقيات طرابلس - ليبيا - أكدوا على أن الثوار يمثلون دارفور وبذلك هم الأجدى بأن ينتزعو حقوق اهل دارفور المسلوبة من المركز ، وهذا الإحماع يدحض إفتراءات النظام وجلاوزته .ثم أن في هذه الأيام القليلة الفائتة إلتأمت جولة مباحثات جديدة بأبوجا بين حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان من جانب مع نظام الخرطوم من الجانب الآخر ، ويريد أتباع النظام الحاكم ( المؤتمر الوطني ) خلق بلبلة وتلغيم أجواء التفاوض بسموم حتى لا تتم التسوية السياسية بعد أن وجد النظام نفسه في موقف تفاوضي ضعيف ومواجه بكمية من الضغوط المحلية والدولية والإقليمية بغية إنهاء الأزمة المستفحلة - ولعل مسعاهم هذا قد خاب بعدما دخلوا الثوار برؤية تفاوضية واحدة وموقف تفاوضي مشترك على أتم التنسيق وهنا يكمن ( مربط الفرس ) .جل مثقفي دارفور - إن لم أقل جميعهم - رافضين لإلتئام هذا المؤتمر في الوقت الراهن ، لأن هذا المؤتمر في هذا التوقيت يتعارض ويتناقض مع ( إعلان المبادئ ) الموقع في أبوجا قبل الماضية والذي يشير إلى قيام مؤتمر للحوارالدارفوري الدارفوري عقب تحقيق السلام من خلال منبر تفاوض أبوجا ، لتشارك فيه جميع الشرائح المكونة لمجتمع دارفور من طلاب وشباب ومرأة وإدارات أهلية وحملة سلاح ... ألخ ، ولعل أي مؤتمر قبل التوصل إلى سلام من خلال أبوجا هو ليس جامع وليس قومي لأن هذه الصفات تنتفي عنده وتغيب منه

ليست هناك تعليقات: